يقول الدكتور طارق السويدان: تأملت في مشكلات أمتنا في هذا الزمان فوجدت أننا نعاني من 4 مشكلات أساسيه ، وهي :
1. أننا أمة متخلفة ، لم نكن كذلك للأسف فقد كنا سادة الدنيا .
2. أمة غير فعاله ، على مستوى الأفراد ، المؤسسات ، الدول ، طبعاً هناك استثناءات ولست أتكلم عن الدول العربية بل اتكلم عن امة الإسلام بشكل عام .
3. أزمة الفكر و الهوية ، لا فكرنا إسلامي ولم نصبح غربيين أيضاً ..
4. أزمة القيادة في كل جوانب الحياة ..
وتأملت في الأزمتين الأولى والثانية فوجدت أنهما نتيجة للأزمتين الثالثة والرابعة .. و تأملت أكثر فوجدت أنه لو وجدت قيادة صحيحة لاستطاعت أن تحل كل هذه المشاكل ، وقد رأينا هذا في ماليزيا وغيرها .. وفي منهجية تغيير المنضمات والدول ، الذي يحاول تغير الأفراد من الأسفل دون أن يصل التغيير لمن هم في القيادة ، لن يستطيع أن يغير ..
سؤال : هل يولد الإنسان قائداً أو أنها مهارات مكتسبة ؟
1.هناك 2% فقط من البشر قائدين بالفطرة .
2.96 إلى 98 % يستطيعون اكتساب القيادة لو بذلوا جهدا في ذلك ( التعلم والتدريب )
3.2% لا يستطيعون حتى تعلم القيادة حتى لو حاولوا .. من أمثال ذلك سيدنا ( أبو ذر ) من أوائل من أسلموا بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال فيه: ( ما أقلت الغبراء ولا أضلت السماء أصدق ذي لهجة من أبي ذر ) ومع ذلك لم يتولى أي منصب إطلاقاً .
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( إنما الناس كإبل مائه ، لا تكاد تجد فيها راحلة ) مثل مائة بعير ، والراحلة هي الناقة التي تصبر على السفر الطويل، حيث ذكر الحديث أنه لا تكاد تجد 1% من الناس قادة .
هذه العملة الصعبة – القيادة – هي فارق رئيسي في الأمم ونهضتها .
وقد رد الرسول صلى الله عليه وسلم لأبو ذر عندما أتا إليه قائلاً: ( يا رسول الله ولني ) ، قال: ( يا أبا ذر إنك أمرؤ ضعيف لا تولين على أثنين ) .. هذا الأمر على بساطته إلا أنه يبين أموراً مهمة وهي :
1. القيادة ليس لها علاقة بالأقدمية : أبو ذر أقدم بكثير من خالد وعمر ، ومع ذلك فهو لا يصلح للقيادة و خالد وعمر يصلحوا لها.
2. ليس هناك ارتباط بين القيادة والعلم : أبو ذر لا شك أعلم من خالد بن الوليد ، وبحكم أن خالد بن الوليد كان قائداً للجيش فقد كان يصلي بالناس ، وقد قيل أنه كان يقرأ قصار الصور مثل ( قل يا أيها الكافرون ) فيخطئ فيها ، فيلتفت للناس فيقول : شغلني الجهاد عن القرآن .
3. ليس هناك ارتباط بين القيادة والتقوى : سأل الأمام أحمد بن حنبل : انقاتل مع القوي الفاجر أم مع الضعيف التقي ؟ ، قال : الضعيف التقي تقواه لنفسه وضعفه على الناس ، والقوي الفاجر فجوره على نفسه وقوته على الناس)
4. ليس هناك ارتباط بين القيادة والسن : أسامه بن زيد تولى القيادة وعمره 18 سنه ، وفي جنوده أبو بكر وعمر .. لذا ليس هناك ارتباط ، لذا عندما طعن الناس في إمارة اسامه لصغر سنه ، فصعد الرسول صلى الله عليه وسلم المنبر وخطب : ( والله إنه أهلاً للإمارة كما كان أبوه اهلا لها . )
5. لا يوجد ارتباط بين القيادة والجنس : غير صحيح أن الرجال أقدر على القيادة من النساء ،وليس العكس ايضاً ، فالرجل يستطيع ان يقود في بعض المجالات أفضل من المرأة ، والعكس ايضاً .
6.
سؤال : (96-98% القادرين على اكتساب القيادة ) كيف نصنع منهم قادة ؟
التربية الفعالة هي المصدر الرئيسي للقيادة ، فلن أستطيع أن أجعل من انسان هامشي قائداً بشكل مباشر ، لذا يجب أن اجعل منه انساناً فعالاً ( التربيه الفعاله ) .
المرحلة الأول : ما هي التربية الفعاله ؟
1. تغيير القناعات : ( الفكر ) بما يؤمن ؟ ما هي قناعاته أفكاره؟ طموحاته في الحياة ؟ كيف يفهم الحياة ؟ بعض الشباب للأسف يعيش في وهم نظرية المؤامرة أو غيرها ، لابد أن يتغيروا ، بعض الشباب ليس لديه أي طموحات ، هذا ايضاً لابد أن نغير عقله ، تحدثوا معهم واسألوهم ، لا تسألوهم فقط عن واجباتهم الدراسية بل عن طموحاتهم و قناعاتهم .. على درجة هذا الحوار يحدث هذا التغيير .
2. الاهتمامات والمهارات : اذا كان الشخص لا يتهم إلا في المعاكسات أو الأسواق أو الموضة ، يجب ان نغير اهتماماتهم . وعلى درجة مهاراتكم ستكون إنجازاتكم . زيدوا مهاراتكم وأنتم صغار، فن الإلقاء مثلاً : أنا لم اكن والله أعرف كيف اتكلم ،كنت أقرأ من ورقه و ارجف فلما ذهبت وأخذت دورات في فن الإلقاء فتعلمت ومازلت اتعلم .
3. تغيير العلاقات : ( من هم اصحابكم؟ ) اذا كانوا اصحابكم تافهين فسامحوني ستتأثرون بهم ، و اذا كانوا من اصحاب الإنجاز والطموح ايضاً ستتأثرون بهم ، فاقضوا وقتكم مع الناس العميقين . قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) والمعنى هنا ( الصحبة الوثيقة ) أن يصل الأمر أن يأكل طعامك – ان يزورك و يتغدى معك ..- وهي أوثق العلاقات .
4. تغيير القدوات : لا تتخذوا قدوة واحده ، بل اتخذوا قدوات ، فليس هناك قدوة كاملة غير الرسول صلى الله عليه وسلم ، لذا نوعوا قدواتكم – بحيث أن لكل إنسان مجال يبرع فيه وربما لا يبرع في المجالات الأخرى- .
فكرة : قسموا حياتكم إلى مرحلتين :
· مرحلة الأخذ : لا تنشغلوا في الإنجاز والعطاء ، لا بأس ولكن لا تنشغلوا به ، اجعلوا هدفكم هو التعلم .
· مرحلة العطاء : بعد سن 30 سنه ابدءوا العطاء – طبعاً حتى في هذا السن يستمر الأخذ- ولكن التركيز سيكون على العطاء .
المرحلة الثانية : يجب أن يكون فعالاً بحيث يكون مكتسباً للصفات الخمس السابقة ، الآن نركز على 5 أشياء أخرى :
1. الرؤية المرشدة : يعرف بالضبط ماذا يريد على المدى البعيد (15-20 سنه ) ، ماذا تريد أن تنجز ؟ ما هي المشاريع التي تريد تحقيقها ؟
هناك أبحاث عن السعادة في الدراسات العلمية تشير إلى رقم عجيب :
1.· الذين عندهم وضوح للرؤية ، نسبة السعداء منهم 70% .
2.· الذين ليس لهم رؤية واضحة ، نسبة التعساء فيهم 70% .
لذا الرؤية أثرها ليس فقط على القيادة ، بل حتى على السعادة .
1. التوازن : بين الروح ( يجب أن يكون عندك ايمانيات ، لا تجعل حياتك مليئة فقط بالأشياء الأخرى ) ، والعقل ( يجب أن تقرأ ، وليس فقط كلها قصص ) ، والعاطفة ( أن يكون لديك علاقات ) و الجسد ( الاعتناء بالجسد ) . الإنسان الذي لديه توازن بين الروح والعقل و العاطفة والجسد فرصته للقيادة أعلى من غيره .
2. يحسن التعامل مع الناس : يستطيع التحليل ( هذا يصلح لكذا وهذا لا يصلح أن يعمل مع هذا ، وهذا اذا ركزنا عليه في الأمر الفلاني… ) ، تعرف عيوبهم وقدراتهم وكيف تشكل منهم فرقاً .
3. التحكم : بالوقت و التصرفات ( لا يستفزني أحدا فأنا من يقرر أن الآخرين لا يستفزونني وليس هم )
4. معرفة الناس : التحليل ، ( أنماط الناس أ ، ب ، مسيطر ، مؤثر ، محافظ ، واعي ) يكفينا تعديل 2% من شباب الأمة فقط ، الذين لديهم هم الأمة وهمة أن يصنعوا من أنفسهم قادة ، هؤلاء فقط لو غيرناهم سنغير كل الأمة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق