الاثنين، 5 أبريل 2010

احلام مستغانمي

ليس ثمّة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. إذن يمكننا بالنسيان،
أن نشيّع موتًا من شئنا من الأحياء، فنستيقظ ذات صباح ونقرّر أنّهم ما عادوا هنا.ـ
بإمكاننا أن نلفّق لهم ميتة في كتاب،
أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلميّة مباغتة كحادث سير، مفجعة كحادثة غرق،
و لا يعنينا إن هم بقوا بعد ذلك أحياء. فنحن لا نريد موتهم، نريد جثث ذكراهم لنبكيها، كما نبكي الموتى.
نحتاج أن نتخلّص من أشيائهم، من هداياهم، من رسائلهم، من تشابك ذاكرتنا بهم.
نحتاج على وجه السرعة أن نلبس حدادهم بعض الوقت، ثم ننسى.ـ
لتشفى من حالة عشقيّة، يلزمك رفاة حبّ، لا تمثالًا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق، مصرًّا على ذيّاك البريق
الذي انخطفت به يومًا. يلزمك قبر و رخام و شجاعة لدفن من كان أقرب الناس إليك.ـ

أنت من يتأمل جثة حب في طور التعفن, لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة
تعلم أن تبعثر في البحر رماد من أحببت
وفي أغلب الظن ستصطدم بجثث كانت لعشاق لنا يقبعون في قعر محيط النسيان
بعد أن غرقوا مربوطين الى صخرة جبروتهم وأنانيتهم....
ان حبا نكتب عنه, هو حب لم يعد موجودا

عابر سرير...ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق